خرج رمضان وسليمان يتمشّيان فرأيا معركة في الطريق, وطلب سليمان من رمضان أن يقف معه ليريا ما يكون من أمرها. فأبى رمضان إلاّ متابعة السّـير, خوف أن يلحقهما أذى وليس لهما دخل فيها. فألحّ سليمان على رفيقه الّذي ما زال مصرّا على متابعة السـير, فغضب سليمان ورمى رمضان بالجـبن وافترقا.
وبعد ذلك صار سليمان وبعض خاصّته, يسخرون من رمضان, ويعـيّرونه بالجـبن. ولكنّ رمضان تحمّل أذاهم بالصبر الجميل, لعلمه أنّه ليس من الشّجاعة, أن يلقي المرء بنفسه في المخاطر, على غير طائل, وستظهر الأيّام مبلغ شجاعته يوما ما. وبعد ذلك بأيـّام, اتّفق أنّ سليمان كان يستحمّ مع رفاقه, وتجاوز حدّ منطقه الاستحمام فتعب, وصار يغطس ويطفو ويصرخ, مستغيثا بإخوانه الّذين كانوا مثله, يتباهون بشجاعة ليست فيهم, ولكنّهم تركوه وهربوا.
ولماّ رأى رمضان وهو على الشّاطئ ما حلّ بسليمان, خلع ملابسه بغاية السّرعة, ووثب في المـاء وسبح, وخاطر بنفسه ليخلّصه. وبعد الجهد العظيم أخرجه سـالما.
وبهذا العمل, خجل سليمان ورفاقه من تعدّيهم على رمضان, واعترفوا له بأنّه أكثرهم شجاعة وحكمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق