الأربعاء، ٣ أغسطس ٢٠١١

الفــلاح واللفت


كان لفلاّح فقير حقل صغير يزرع فيه اللفت. وكان ذلك الفلاّح مجتهدا لا يملّ من العمل في خدمة أرضه, حتىّ أتى زرعه بحاصل جيّد يناسب عمله, ووجد من بيته لفتة كبيرة لم ير مثلها من قبل, ففكّر في أن يهديها لحاكم القرية. فلمّا قدّمها إليه قبلها مسرورا من اجتهاده, وكافأه بـجنهين تشجيعا له على العمل.
      فسمع بذلك فلاّح غنيّ جشع, في القرية نفسها, فحسد الفقير على ما ناله من العطاء, وقال في نفسه: " إذا قدّمت إلى الحاكم أحسن نعاجي, فلابدّ أن يجزل لي العطاء عليها, فأربح أكثر من ثمنها أضعافا".
      فجاء بها إلى الحاكم, ورجا منه أن يقبل الهدية فأبي الحاكم, لما يعلم في الرّجل من الأثرة والطمع. فألحّ عليه الرجل, ورجا منه أن يقبلها. فقال الحاكم "مادمت تلحّ علي بقبول هديّتك, فأنا أقبلها, على أن أعطيك شيـئا أنفقت فيه ضعف ثمن تعجتك". فأبرقت عينا الرجل فرحا بهذا الكلام اللطيف, وظنّ أنّ الهديّة تعوّضه أكثر مماّ أنفق.
      ثمّ أهداه الحاكم اللفتة, فانقلب فرحه ترحا, وأخذها وانصرف نادما على خسارة نعجته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق