الأربعاء، ١٧ أغسطس ٢٠١١

نهضة اللغة


لقد أتى على اللّغة العربيّة حين من الدّهر هجرها فيه أهلها أياّم دول المماليك ونسوا ما كانت عليه من الفصاحة والرقيّ والانتشار العظيم في كثير من الأقطار بين جميع الطبقات عظيمها وحقيرها لما امتازت به من الرقّة والسّعة أياّم دول الإسلام. ولقد شعر العرب بعد انتظام بلادهم في هذا العصر الحديث بشدّة الحاجة إلى إحياء اللّغة فنشأت بين أظهرهم نهضة مباركة تناولت كلّ طبقات الأمّة فحريّ بأبناء البلاد اليوم أن يعملوا جهدهم على بلوغ هذه الغاية فإذا تكلّمت فلا تستعمل من الكلمات إلاّ ما يصحّ أن تكتبه وإذا كتبت فلا تكتب إلاّ الكلمات الّتي تراها في الكتب وحينئذ يجب عليك إذا قرأت أن تضبط الكلمات لأنهّا ستأتي في حديثك مع الناّس وأن تتأمّل إلى رسمها لأنّك ستكتبها في دروسك أو في رسائلك وأن تعلّق معناها وتعرف مواضع استعمالها حتىّ تكون مدقّقا فالنّاس لا يعرفون أنّك تعلّمت إلاّ إذا كنت مدقّقا في قولك وكتابتك ولغتنا لا تحيا ولا تزهو إلاّ إذا نهضنا بها على هذا النحو فتجنّب لغة العامّة والتزم التعبير باللّغة الصحيحة ما قدرت فإذا قام كلّ المتعلّمين بذلك كثر ا لمتكلّمون باللّغة الصّحيحة وإذا كثروا كثر المقتدون بهم وعمّت الألفاظ الصّحيحة جميع طبقات الأمّة وألف النّاس الألفاظ العلمية فتكونون قد أدّيتم بذلك خدمة للغة الإسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق