الأحد، ٧ أغسطس ٢٠١١

الخـادم والسمكة


أرسل سيّد خادمه ليشتري له سمكا من السّوق. فلمّا وصل إلى الحانوت, وجد زحام المشترين شديدا, فوقف برهة ينتظر خفّة الزّحام, والنّاس يتسابقون إلى الشّراء بلا ترتيب. فلمّا طال انتظاره دفع إلى داخل الحانوت, وقبض على سمكة ورجا من البائع أن يزنها.
      ولماّ لم يلتفت السمّاك إليه لحقارة ثيابه, كرّر عليه الطّلب, فلم يزدد إلاّ انصرافا عنه. فتغيّظ الخادم من معاملة البائع له, ودبّر في نفسه حيلة لطيفة يكيد له بها.
      فأخذ سمكة وقرّبها من أنفه كأنّه يشمّها, فاغتاظ البائع من ذلك وقال غاضبا: "لماذا تشمّ سمكي أيّها الرّجل وليس عندي سمك نـتن؟ اترك السّمك إن لم يعجبك, وارحل عنيّ ورزقي على الله".
      فقال الخادم: "أنا لا أشمّ هذه السّمكة, ولكنيّ أسمع منها الجواب عن سؤال ألقيته عليها".
فقال السمّاك "ماذا سألتها وبماذا أجبتك؟" فقال الخادم "سألتها هل رأت أخي الّذي غرق في البحر منذ ثلاثة أيـّام فأجابت أنّها لا تعرف شيـئا من أخبار البحر الحديثة, لأنّها خرجت منه منذ أسبوعين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق