كان رجلان يشتغلان في صنع سفينة فوجدا دودة في قطعة خشب صغيرة وأراد أحدهما أن يرميها فلم يرض زميله وقال "إنّها خشبة صغيرة لا تأثير لها في بناء السّفينة وفي رميها خسارة علينا". فأدخلت الخشبة وتمّت السّفينة وصارت تغدو وتروح في البحر بسلام وبعد سنين قليلة ولدت الدودة ديدانا كثيرة أكلت قلب الخشبة حتىّ نخرتها وسرت فيما جاورها من الخشب حتىّ وهن وصادف السّفينة نوء شديد خرمها خرما صغيرا دخل منه الماء ثمّ اتّسع الخرم حتىّ لم يستطع الملاّحون تصريف الماء الداخل في السّفينة فتثاقلت وغرقت بما فيها من الأموال والأنفس.
ولا شكّ أنّ هذا الخرم لم ينشأ إلاّ من تلك الخشبة الصغيرة الّتي كانت فيها الدودة ولو رميت عند ما ظهر عيبها لما حصلت هذه المصيـبة المحزنة فإنّ العمل الصغير كثيرا ما يأتي بنتائج يكون لها تأتـثير كبير إنّ الأمور دقيقها مماّ يهيج له العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق