خرج رجل للصّيد في البرّيّة, فرأى أسدا يسترق الخطا خلفه من بعد, كأنّه يقصد افتراسه, متى أتى الظلام. ولم يستطع الرّجل ان يهرب جريا, لعلمه أنّ الأسد يجري أسرع منه فيدركه. فمشى مسرعا وهو يتلفّت وراءه, ليـراقب حركات الأسد. وصار يفكّر في حيلة تنجيه من ذلك العدوّ الكاسر.
وأخيرا بلغ هضبة عالية فصعد عليها, وكانت الشّمس قد مالت للغروب, وأخذ النّور يزول. فتأمّل الرّجل حواليه, فرأى أمامه هوّة عميقة جدّا, كلّها صخور كبيرة. فخلع معطفه وقبّعته, وركّبهما على بندقيّته, ثمّ اختفى خلف صحرة في الهضبة, ورفع البندقيّة بما عليها من الملابس.
فتخيّل الأسد أنّها الرّجل لا يزال واقفا في مكانه. فتقبّض واستجمع قواه, ووثب وثبة شديدة على ذلك الشّبح, فسقط في قعر الهوّة, ومات صريعا على صخورها, ونجا الرّجل بحيلته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق