ذهب فلاّح إلى جار له غنيّ مولع بالصيد, وشكا إليه ما أصاب القمح في حقله من التلف, بسبب كثرة دخول كلابه فيه.
فقال الجار "حقيقة ياصاحبي كثيرا ما نزلت كلابي في حقلك, وربما سببت شيئا من التلف, وأنا مستعد لتعويض خسارتك".
فقال الفلاح "لما رأيت ما حل بأرضي من التلف, دعوت صديقا لي لتقدير الخسارة, ونرى أنها تبلغثلاثين جنيها". فقدما إليه السري ما طلب من العوض.
ولما جاء وقت الحصد, وجد الفلاح أن الجزء الذي ظنه تالفا أتى بأحسن حاصل. فذهب إلى السري, وأعلمه بحقيقة الحال, وقال "إنه قد أتى لرد المبلغ, لانه لا يرى لنفسه حقا فيه".
فقال السري "هذا ما ينبغي بين الرجل والرجل". ثم ذهب إلى حجرة أخرى, وعاد ومعه خمسة أمثال المبلغ, وقدمه إلى الفلاح قائلا "ادخر هذا المبلغ, حتى تصير عمر ابنك إحدى وعشرين سنة, وإذ ذاك سلمه إليه, وقص عليه قصته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق