الأحد، ١٤ أغسطس ٢٠١١

الحـمامة والنملة


ذهبت نملة صغيرة إلى جدول ماء لتشرب وتستريح, بعد أن تعبت كثيرا في جمع قوتها. فزلّت قدمها وسقطت في الماء, ولم يمكنها الخروج منه, لأنّها لا تعرف السباحة وكادت تغرق.
      وكانت حمامة بيضاء جميلة واقفة على حجر في الماء, ورأت ما حصل للنملة. فرقّ لها قلبها وسعت في خلاصها, فطارت إلى البـرّ ورجعت, وفي منقارها عود من الحشيش, مـدّته على الماء إلى البـرّ. فتعلّقت به النملة وخرجت من الماء بسلام.
      وبعد ذلك بأيـّام, نزلت الحمامة على فرع شجرة تتظلّل بأورقها. فمرّ صيّاد من بعد ورآها. فوقف يصوّب بنـدقيّته نحوها ليصيدها, وهي لم تره فتطـير. ولكنّ النملة الّتي خلّصتها تلك الحمامة رأت الصيّاد وعزمت ما عزم عليه, فصعدت في جسمه, ولماّ همّ بإطلاق بندقيّته, قرصته قرصة شديدة أفزعته, فتحرّك فمالت الرّصاصة ولم تصب الحمامة, بل نجت جزاء إحسانها إلى النّملة. "ومن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق