كان لامرأة قطّ جميل تحبّه كثيرا لبراعته في صيد الفيران, وتتسلّى بمداعبته ساعات الانفراد. فخرج القطّ يوما ولم يعد كعادته. فقلقت المرأة عليه, وخرجت تبحث عنه, فوجدته في الطّريق قتيلا برصاصة في رأسه. فحزنت عليه حزنا شديدا.
وبعد أيّام قلائل, بلغها أنّ جارها هو الّذي قتل ذلك القطّ لحاجة في نفسه. فاغتاظت من ذلك الفعل السيّئ, وصمّمت على الانتقام من جارها, الّذي لم يراع حرمة الجوار, ولم يشك ذلك القطّ إليها أبدا. فاشترت جملة مصايد للفيران, صادت بها أكثر من خمسين فأرا. ثمّ وضعت الفيران في صندوق كبيرا, وكتبت عليه اسم جارها وأرسلته إليه بالبريد.
ولماّ تسلّم الرّجل الصّندوق فرح به, وظنّه هديّة نفيسة من أحد أصدقائه. ففتحه ليرى ما فيه, وإذا الفيران خرجت تثب في وجهه, وانتشرت في أنحاء الغرفة وهو يتقزّز من ذلك المنظر الخبيث, ولم يدر سببا لهذه المكيدة. ثمّ التفت في ا لصندوق فرأى ورقة مكتوبا فيها العبارة الآتية:
"لقد قتلت قطّي وحرمتني وجوده, فأهديت لك هذه الفيران الّتي أصبحت تمرح في بيتي بلا رقيب"
فصبر الرّجل على هذه المصيبة, الّتي اعتبرها جزاء حقّا على سوء فعله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق