الجمعة، ٥ أغسطس ٢٠١١

سـاعة الحائط والمـزولة


كان في حديقة دار كبيرة مزولة تبيّن الوقت وكان من ضمن البناء برج عال, في قمّته ساعة كبيرة تطلّ على الحديقة. وفي يوم كثير الغيم, قالت الساعة للمزولة "كيف ترضين أن تقفي موقفك هذا من غير عمل؟ إنّك لممّن يتّكلون على من سواهم, فلا تستطيعين أن تؤدّي عملك, وتبيّني الوقت, إلاّ إذا أضاءت عليك الشّمس, أمّا أنا, فإنّي أعمل ليلا ونهارا, صيفا وشتاء معتمدة على نفسي, فأبيّن للنّاس أوقات عملهم وراحتهم وأكلهم وصلاتهم ونومهم. اسمعي هأنذا أدقّ: واحدة اثنتين , ثلاثا, أربعا. أمّا أنت, فلا يستفيد من أحد إلاّ إذا أتى ليراك".
      ثمّ طهرت الشّمس من وراء السّحاب, فتبيّن أنّ في السّاعة تأخّرا قدره نصف ساعة. وعند ذلك تبسّمت المزولة مستهزئة يخطإ جارتها, وقالت "الآن قد ظهر الحقّ. أنت تعملين فتخطئين, وتوقعين في الخطإ من يتّكل عليك, فلا يأتيهم منك إلاّ الضّرر" فقالت السّاعة "ليس العيب أن يعمل المرء ويخطئ, ولكنّ العيب أن يتّكل على غيره في عمله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق